يمثل هذا الكتاب طريقة للكتابة تتسم بالجدة والتحفيز لاستعادة الأفكار والنقاشات في مجال الجغرافيا الاقتصادية والتفاعل معها، كل ذلك في إطار يتصف بالتبصر والتحليل للمواضيع المطروقة. ويُستهل الكتاب بالأساسيات، ولكن ليست تلك الأساسيات المعتاد طرحها في كتب هذا الفرع العلمي، لكن الأمر يتعدى الى اجراء مناقشات النقدي. كما يتناول قسمًا من الكتاب الاتجاهات النظرية في مجال هذا الفرع من حيث ماهيتها وماذا تفعل عند تطبيقها. يشمل الكتاب أيضًا علاقة الجغرافيا الاقتصادية بالفروع العلمية ذات الصلة بما في ذلك علوم الاقتصاد والاجتماع.. إلخ..

ويحفل الكتاب بأمثلة هائلة يستكشف من خلالها مؤلفاه كيف يفحص الجغرافيون الاقتصاديون العالم، مستعرضان القيم الأساسية لهذا الفرع العلمي سعيًا نحو جلاء: مفهوم العولمة، التنمية غير المتوازنة، المال والتمويل، الظاهرة الحضرية، التغير البيئي والتحول الصناعي والتقني. وعمومًا فهذا الكتاب هو نوع من الكتب يدعو قارئه للإنخراط في قراءة وفهم جوانبه، مستثيرًا قدراته التفكيرية، وهو يعد في مجمله مصدر مثالي للطلاب الذين يدرسون عبر مدى من المناطق المعرفية، فضلاً عن القارئ العادي ذو الاهتمام في شؤون العالم واقتصادها. يشتمل الكتاب على قسمين يحتوي كلاً منها على ستة ثم خمسة فصول على التوالي، مُفتتحًا بمقدمه ذات عنوان موحي: لماذا تعد الجغرافية الاقتصادية أمرًا ذا نفع لك ايها القارئ؟ ومُختتمًا بخاتمة إجمالية لقضايا الكتاب. وفيما يخص القسم الاول تتم مناقشة عددًا من المواضيع، كُلاً في فصل مستقل، تحت عنوان: التفكير نقديًا بشأن الجغرافيا الاقتصادية، وفيما يلي هذه المواضيع: ماهية الجغرافيا الاقتصادية، ابتكار الجغرافيا الاقتصادية: تواريخ هذا الفرع العلمي، الجغرافيا الاقتصادية وتخومها، النظرية والنظريات في الجغرافيا الاقتصادية، الطرق والمنهجية في الجغرافيا الاقتصادية، فتح الصندوق الخاص بالجغرافيا الاقتصادية. أما القسم الثاني من الكتاب فبعنوان ممارسة المطالعة النقدية للجغرافيا الاقتصادية، وهنا اشتمل هذا القسم على مواضيع (الفصول) التالية: العولمة والتنمية غير العادلة، المال والتمويل، المدن والظاهرة الحضرية، الطبيعة والبيئة، التغير الصناعي والتقني. وأخيرًا فقد صدر هذا الكتاب بطبعته الاولى في عام 2018م.